الصين تكافح ضد المخدرات



 7 - التعاون الدولي حول مكافحة المخدرات


يتحلى تعزيز التعاون الدولي حول مكافحة المخدرات، بمغزى هام في دفع نضالات مكافحة المخدرات داخل النطاق العالمي وحل مشكلة المخدرات الصينية من الجذور· وستظل الصين، وعلى أساس التمسك بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، تشترك وتدفع بنشاط التعاون الدولي لمكافحة المخدرات، وتؤدى دورها الهام في مجال مكافحة المخدرات الدولي·

تشترك حكومة الصين بنشاط في شؤون مكافحة المخدرات الدولية· ففي يونيو 1985، انضمت الصين إلى كل من >الاتفاقية الأحادية حول المخدرات عام 1961< التي تم تعديلها وفقا لبروتوكول عام 1972، و>اتفاقية المواد المؤثرة على العقل لعام 1971< للأمم المتحدة· وفي سبتمبر 1989، وبعد موافقة اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب، انضمت الصين إلى >اتفاقية الأمم المتحدة حول الاتجار اللامشروع للعقاقير المخدرة والمواد المؤثرة على العقل<، وبذلك، أصبحت الصين من البلدان الأولى التي انضمت إلى تلك الاتفاقية· ومنذ عام 1984، بعثت الصين مرات عديدة وفودا لحضور المؤتمرات الدولية لمكافحة المخدرات والتي دعت إلى انعقادها الأمم المتحدة ومنظمة الانتربول ومنظمة الجمارك الدولية ومنظمة الصحة العالمية· وفي أكتوبر 1989، عقدت الصين في بكين ندوة البحوث والمناقشات حول مكافحة المخدرات في المنطقة الآسيوية· وفي نوفمبر 1996، استضافت الصين على المؤتمر الدولي لخبراء المواد المحفزة بشانغهاى· وفي فبراير 1990 ويونيو 1998، اشترك وفدا حكومة الصين على التولي في الدورتين 17 و20 الخاصتين للجمعية العامة للأمم المتحدة حول مكافحة المخدرات، بحيث اظهرا أمام المجتمع الدولي مواقف حكومة الصين ومبادئها و إجراءاتها في الكفاح الصارم ضد المخدرات·

ان الصين تؤيد وتدفع بكل الجدية نشاطات التعاون لمكافحة المخدرات في المنطقة الفرعية والتي تدعو إلى إقامتها الأمم المتحدة· ففي مايو 1991، أشرفت الهيئة العامة لمكافحة المخدرات ببكين على أول مؤتمر لمسؤولين رفيعي المستوى من الصين وتايلند وميانمار وبرنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة، بحيث ناقشوا التصورات حول أجراء التعاون المتعدد الأطراف في المنطقة الفرعية حول مكافحة المخدرات· وفي يونيو 1992، وقعت الصين وميانمار وبرنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة في رانغون عاصمة ميانمار >مشروع التعاون المشترك لمكافحة المخدرات بين ثلاثة أطراف - الصين وميانمار وبرنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدةوفي أكتوبر 1993، وقعت الصين وميانمار وتايلند ولاوس وبرنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة >مذكرة تفاهم حول مكافحة المخدرات<، بحيث أكدت على المحافظة على الاتصالات بين كبار المسؤولين أثناء التعاون لمكافحة المخدرات في المنطقة الفرعية· وفي مايو 1995، عقدت الصين وفيتنام ولاوس وتايلند وميانمار وكمبوديا وبرنامج مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة في بكين أول مؤتمر تعاوني  في المنطقة الفرعية لمكافحة المخدرات على مستوى الوزراء، أجيز فيه >إعلان بكين<، وتم توقيع >برنامج العمل لمكافحة المخدرات في المنطقة الفرعية وفي عام 1999، بعثت حكومة الصين وفدين لحضور مؤتمر المنطقة الفرعية على مستوى الوزراء في كل من اليابان ولاوس، هادفة إلى دفع التعاون لمكافحة المخدرات في المنطقة الفرعية بصورة مستمرة·

ان الصين تواصل تعزيز تعاونها الثنائي والمتعدد الأطراف مع البلدان الأجنبية في مكافحة المخدرات· بدأ التعاون في مكافحة المخدرات بين الصين والولايات المتحدة منذ عام 1985· ووقعت حكومتا البلدين في عام 1987 >مذكرة التعاون لمكافحة المخدرات بين الصين والولايات المتحدة وفي عام 1997، وقع رئيسا البلدين >البيان المشترك بين الصين والولايات المتحدة< الذي يحتوى على مضمون التعاون لمكافحة المخدرات، مما رفع مستوى التعاون بين الصين والولايات المتحدة في مكافحة المخدرات إلى مستوى جديد· وبعد ذلك، قامت الحكومتان بتبادل إرسال ضباط الارتباط لمكافحة المخدرات· وتهتم الصين بالتعاون مع روسيا وقازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان في مجال مكافحة المخدرات· ووقعت حكومتا الصين وروسيا في إبريل 1996 >اتفاقية التعاون حول مكافحة الاتجار اللامشروع وسوء استخدام العقاقير المخدرة والمواد المؤثرة على العقلوفي عام 1998، وقع رؤساء الدول الخمسة وهي الصين وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا وطاجيكستان على بيان مشترك يتخذ مكافحة جرائم المخدرات والجرائم العابرة للدول موضوعا هاما للتعاون بين الدول الخمس· وبالإضافة إلى ذلك، وقعت حكومة الصين اتفاقيات تعاون ثنائي حول مكافحة المخدرات مع كل من حكومات المكسيك والهند وباكستان وكولومبيا وطاجيكستان·

وفي السنوات العديدة الفائتة، أقامت الصين علاقات تعاون متنوعة الأشكال حول تبادل المعلومات والتعاون حول التدريب وتنفيذ القوانين في مجال مكافحة المخدرات مع كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا واستراليا وتايلند وميانمار ولاوس وفيتنام وكمبوديا وغيرها· ومنذ عام 1996،أقامت الصين بصورة متتالية نظام ضباط الارتباط للتعاون في مكافحة المخدرات وتنفيذ القوانين في مناطق الحدود بين الصين وميانمار ولاوس وفيتنام وروسيا· لقد نجحت الصين، متعاونة مع هيئات الشرطة في كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان وجمهورية كوريا وبواسطة تبادل المعلومات حول مكافحة المخدرات الدولية والمساندة القضائية، في اكتشاف قضايا بيع المخدرات مرات عديدة، مما الحق ضربات قاصمة بنشاطات جرائم المخدرات العابرة للدول·

لقد بذلت حكومة الصين كل ما في وسعها من الجهود لمساعدة البلدان المجاورة على مكافحة المخدرات· ومنذ عام 1990، بادرت الصين إلى مساعدة مناطق شمالي مينمار ولاوس والتي تتحلى بتقاليد زراعة الخشخاش على أجراء أعمال اقتصادية بديلة، بواسطة تقديم مساعدات تكنولوجية وزراعية واكتشاف موارد سياحية وغيرها من الأشكال· وهذا بدوره قد دفع، إلى حد ما، التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تلك المناطق وساعد على تخفيف تهديدات المخدرات  في "المثلث الذهبي" للصين والمجتمع الدولي· وخلال التعاون الدولي، لقيت الصين تأييدات ومساعدات كبيرة من هيئات الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات·

وفي خلال اكثر من  الـ20 سنة المنصرمة، أحرزت أعمال الصين في مكافحة المخدرات منجزات ملموسة، كما لقيت مديحا وتقديرا من المجتمع الدولي· لكن حكومة الصين تعرف بكل الوضوح ان حالة اشتداد أضرار المخدرات الدولية بالصين لن تزول بصورة جذرية خلال فترة قصيرة· وما تزال مسألة المخدرات في الصين تقع في مرحلة انتشار· لذلك ان مهمة مكافحة المخدرات شاقة وطويلة· وفي الوقت الراهن، تقع البشرية في تعاقب الألفيتين والتقاء القرنين، ان المجتمع الدولي يدرك بشكل لا مثيل له من قبل ما سرعة وأهمية مكافحة المخدرات· لذلك ان حل مشكلة المخدرات بأسرع وقت ممكن وبناء عالم سليم وحضاري وسعيد وجميل، قد أصبح رغبة مشتركة لشعوب بلدان العالم· وفي القرن الجديد، ستشن حكومة الصين نضالات مكافحة المخدرات بصورة عميقة ومستديمة في البلاد كلها· فلن يتوقف الكفاح ضد المخدرات يوم إذا لم تتلاش المخدرات يوما· وستعزز حكومة الصين تعاونها مع مختلف بلدان العالم كالمعتاد، وتبذل جهودها الدؤوبة في القضاء النهائي على المخدرات وبناء "عالم خال من المخدرات